ضغط الدم

أسباب ارتفاع الضغط الانبساطي

سبب ارتفاع ضغط الدم الانبساطي

ارتفاع ضغط الدم هو أحد المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على العديد من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم. يتكون ضغط الدم من قياسين: الضغط الانقباضي (الذي يحدث عندما ينقبض القلب) والضغط الانبساطي (الذي يحدث عندما يرتاح القلب بين النبضات). يعتبر ارتفاع الضغط الانبساطي، الذي يطلق عليه أحيانًا “ضغط الدم المنخفض” في هذا السياق، من القضايا الصحية التي يجب أن يتم الانتباه إليها.

يتم تعريف ارتفاع ضغط الدم الانبساطي عندما يكون الرقم الذي يمثل الضغط الانبساطي أعلى من المعدل الطبيعي (أعلى من 80 مم زئبقي) على الرغم من أن الضغط الانقباضي قد يكون ضمن المعدل الطبيعي. وفي هذا المقال، سنستعرض أسباب ارتفاع ضغط الدم الانبساطي والعوامل التي تساهم في حدوثه.

1. العوامل الوراثية

أحد الأسباب الرئيسية التي قد تساهم في ارتفاع ضغط الدم الانبساطي هو العامل الوراثي. إذا كان أحد الوالدين أو أفراد العائلة يعاني من مشاكل في ضغط الدم، فإن احتمالية أن يعاني الشخص من نفس المشكلة قد تكون أكبر. يتطلب هذا النوع من الضغط الدموي عادةً مراقبة طبية مستمرة وتقييم مستمر لعوامل الخطر المحتملة.

2. التدخين

التدخين هو أحد العوامل البيئية التي تساهم بشكل كبير في زيادة ضغط الدم. المواد الكيميائية الموجودة في السجائر تؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة مقاومة تدفق الدم، مما يرفع الضغط. تأثير التدخين ليس مقتصرًا على الضغط الانقباضي فحسب، بل يشمل أيضًا الضغط الانبساطي. التدخين يمكن أن يتسبب في تزايد الضغط الانبساطي، مما يزيد من المخاطر الصحية المرتبطة بارتفاع ضغط الدم.

3. زيادة الوزن والسمنة

السمنة هي من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على ضغط الدم. عند زيادة الوزن، يضطر القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، مما يرفع الضغط الدموي. كما أن السمنة يمكن أن تؤدي إلى زيادة في مقاومة الأنسولين، مما قد يساهم في زيادة ضغط الدم الانبساطي. لذا، يعد الحفاظ على وزن صحي أحد العوامل الهامة للحفاظ على ضغط دم طبيعي.

4. نقص النشاط البدني

قلة النشاط البدني أو الخمول الجسدي يعتبر من العوامل التي تساهم في ارتفاع ضغط الدم، بما في ذلك الضغط الانبساطي. النشاط البدني يساعد في تحسين مرونة الأوعية الدموية ويساهم في خفض مستويات ضغط الدم بشكل عام. تمارين مثل المشي السريع أو الجري أو ركوب الدراجات تساهم في تحسين الدورة الدموية وتقليل تأثير العوامل المسببة لارتفاع ضغط الدم.

5. التوتر النفسي والضغوطات اليومية

يؤثر التوتر النفسي بشكل كبير على ضغط الدم، ويشمل ذلك زيادة الضغط الانبساطي. عندما يشعر الشخص بالتوتر أو القلق، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تسبب في انقباض الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. الضغط النفسي المستمر قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم الانبساطي بشكل مزمن، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية.

6. الأمراض المزمنة

تتسبب العديد من الأمراض المزمنة في ارتفاع ضغط الدم الانبساطي. على سبيل المثال، مرض السكري يؤثر على الأوعية الدموية ويزيد من مقاومة الأنسولين، مما يساهم في ارتفاع الضغط. كما أن مشاكل الكلى يمكن أن تؤدي إلى زيادة ضغط الدم، لأن الكلى المتضررة تفقد القدرة على تنظيم مستويات السوائل في الجسم بشكل فعال، مما يؤدي إلى زيادة الضغط.

7. النظام الغذائي غير الصحي

النظام الغذائي الغني بالأملاح (الصوديوم) والدهون المشبعة قد يساهم في رفع ضغط الدم. عند تناول كميات كبيرة من الأملاح، يحتفظ الجسم بالمزيد من الماء، مما يزيد من حجم الدم ويضع ضغطًا إضافيًا على الأوعية الدموية. كما أن الأطعمة الغنية بالدهون غير الصحية قد تؤدي إلى تراكم الكوليسترول في الأوعية الدموية، مما يضيق الشرايين ويزيد من ارتفاع الضغط.

8. استخدام بعض الأدوية

بعض الأدوية قد تساهم في ارتفاع الضغط الانبساطي. على سبيل المثال، الأدوية التي تحتوي على الكورتيكوستيرويدات أو حبوب منع الحمل قد ترفع من ضغط الدم. في بعض الحالات، قد تتفاعل بعض الأدوية مع أدوية أخرى وتؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الانبساطي. لذلك، يجب على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو الذين يتناولون أدوية معينة أن يستشيروا الطبيب حول آثار تلك الأدوية على ضغط الدم.

9. العوامل العمرية

مع التقدم في العمر، تتغير الأوعية الدموية وتصبح أقل مرونة. وهذا يؤدي إلى زيادة مقاومة تدفق الدم، مما يساهم في زيادة ضغط الدم بشكل عام، بما في ذلك الضغط الانبساطي. وفي حين أن ارتفاع ضغط الدم الانقباضي غالبًا ما يرتبط بالشيخوخة، فإن ارتفاع الضغط الانبساطي يمكن أن يحدث أيضًا نتيجة للتغيرات في الصحة العامة مع تقدم السن.

10. الشبكة العصبية والهرمونات

تلعب الشبكة العصبية والهرمونات دورًا كبيرًا في التحكم في ضغط الدم. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي زيادة مستويات بعض الهرمونات مثل الألدوستيرون أو الكورتيزول إلى زيادة ضغط الدم. كما أن بعض الأشخاص يعانون من اضطرابات في وظيفة الأعصاب، مما يؤدي إلى ارتفاع الضغط الانبساطي.

11. التأثيرات البيئية والتعرض للمواد السامة

التعرض المستمر للمواد السامة مثل المبيدات الحشرية أو المواد الكيميائية الصناعية قد يؤثر بشكل سلبي على صحة الأوعية الدموية ويزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع الضغط. الأشخاص الذين يعيشون في بيئات ملوثة أو يتعرضون لأبخرة ضارة في مكان العمل قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بارتفاع الضغط الانبساطي.

12. الاختلالات في توازن الشوارد المعدنية

توازن المعادن في الجسم، مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم، له تأثير كبير على ضغط الدم. نقص البوتاسيوم أو المغنيسيوم قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، بما في ذلك الضغط الانبساطي. لذلك، يعد الحفاظ على توازن الشوارد المعدنية في الجسم من خلال تناول نظام غذائي متوازن أمرًا مهمًا.

الختام

ارتفاع ضغط الدم الانبساطي يمكن أن يكون نتيجة لمجموعة متنوعة من العوامل التي تتراوح بين العوامل الوراثية والتغييرات في نمط الحياة. فهم الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الضغط الانبساطي يساعد في اتخاذ خطوات فعّالة للحد من هذه المشكلة، مثل تحسين النظام الغذائي، ممارسة النشاط البدني المنتظم، وتقليل التوتر.